الثلاثاء، 12 يونيو 2012

LoL- لـــــــووول


لا ادرى لما احب ان ابدأ حكاياتى بحالة الطقس احيانا بيوم مشمس و جو صحو و احيانا بأخر ملبد بالغيوم غزير المطر لكن لنجعل هذة الحكاية مختلفة قليلا فليغمض كل منكم عينيه و يصنع سمائه الخاصة و لوحته الملائمه ، وانا أقص الأتى :

همست الطفلة لوالدها فنهض مسرعا يطفى النور و يترك ضوءا شحيحا يؤنس الغرفة، جذبها بلطف مقربها إلى حضن الجدار ، بسط كفيه و كل منهما باتجاة معاكس للأخر حيث التصق ابهاميه و ما ان رأت الطفلة انعكاس ظل كفيه على الجدار حتى غمرتها الفرحة و وثبت تتراقص ... بالظل كان طائرا كبيرا يطوى جناحيه فتتطاير خصلاتها السمراء ويفردهما ليحجب الضوء عن عيناها العسليتان ...

حقا أيها الآلم انت أستاذ الذاكرة ... فلم تكن لتتذكر ما قصصته الأن لولا انه عاودها آلم الاختناق المعربد بها و جلب لها الاستاذ من دولاب الذاكرة ما جلب .. همست الطفلة بـــ

انتظروا دقائق سأعد كوبا من الشاى و اعود لأكمل الحكاية

" بابا لما لا نسطيع التحليق كالطيور؟ " حين همست بها صنع لها والدها طائرا كبيرا من الظل و بعد نوبة ضحك مغمورة بالحنان الابوى قال :
ـ تسطيعى أن تفعلى الكثير بهذا
تبعت عيناها اصبعه و هو يشير إلى رأسها الصغير ثم مازحته بتغابى :
ـ بإصبعى ؟
فابتسم قائلا :
ـ لا بذلك الحر الذى يسكن هنا.

ودت لو ان تطير تطلعت إلى السماء بشوق عارم و نظرة متلهفه لكن طائرها مختنق بعنان السماء .

....
امممم هذا الكوب من الشاى طعمه طيب يصعب وصفه... أتعرفون يذكرنى بــ لول !

عزيزى "لول" صاحب الضحكة المجلجلة و القلب الحزين عرفتك دون اوصاف و حدثتك دون كلمات و رغم عشقى للكلمات قتلتنى دون رحمه احرف اسمك و رغم عشقك للضحك لم تستطع أن تخفى فجيعة فراقى عنك.
....
كبرت الطفلة و رحل والدها بهدوء ... كل ما تتذكره عن رحيله هو انه قضى يوم
بالباحة الخلفية للمنزل يعتنى بالحديقة و ينمقها يسقى اشجار الليمون ، يطعم اليمامات ذو الرداء الملائكى و بعد صلاة العشاء خلد إلى الفراش و نام ...

بعد وفاته رحلت اليمامات عن الحديقة و ابت أشجار الليمون عن ثمارها... كان لوالدها جانب عظيم لم يُعرف عنه مقارنه بذياع صيته كعالم نباتات .. كان كاتب بارع يدفعك سحر كلماته للدهشة و كانت ابنته هى جمهوره الوحيد .. سألته يوما عن لما لم يكن مشهورا بالكتابة؟ فاجاب بانه ربما لا يعلم الكثيرين ان فيثاغورش كان فليسوفا .

...
تعمدت القرب وانا اسئل : هل تعرف معنى لقبك
LoL ؟
أجاب :
انها اختصار
Laugh out loud
أى ضحكة صاخبة

ايها الضحكة الصاخبة كحبى، لو تعرف كم ارتعد كيانى امام ضحكاتك و كم غمرتنى نقاط محبتك كم استشعرت الامان بصحبتك قبل ان تتركنى لغيرك... قبل ان اغترب لغيرك ــ سيان ــ لكن للاسف انطفئ سحر وجودك كما الشمعة بوجة الريح لانه ببساطه غبائنا والقدر فاحترم القدر و العن غبائنا.

...
اخيرا استطاعت ان تجمع مجموعة كبيرة من كتابات والدها ، نشرتها بكتاب اطلقت عليها " الطائر الذى يسكن هنا" وهبت كل ارباح الكتاب للاعمال الخيرية و اعادت احياء حديقة والدها حيث كدت فى العمل بها حتى رأت خطوط النمل تصعد شجيرات الليمون من جديد و اليمامات الجدد تعتاد المكان و ها هى الأن جالسه معكم تتحدث و تقص حزينه بعض الشئ متخبطة كثيرا ... هل اجادت سرد قصتها ؟ هل يهم ؟!


ابى الحبيب اسفه لك اننى لم استطع ان افعل اى شئ بذلك القعيد الذى يسكن رأسى لاننى لم افهم كلماتك جيدا طبقتها بحرفيتها و نسيت ان طائر قلبه لا يدق لن يحلق ابدا .

حبيبى لول لقد حملك منامى مئات المرات بكل مرة كنا نسير سويا نتحدث لم نتبادل كلمة عشق واحدة حتى بمنامى كان حبك صامتا ثم اصبحت اعاتبك و انعتك بالغباء حين طرق الواقع باب العقل فلم املك سوى احكام اغلاق قلبى و هو يحملك لكنك لم تكن غبيا ابدا فسامحنى سامحك الله و اغفر ... انه القدر

سحقا ايتها الدمعات بكل مرة تنالين منى عندما اقص تلك القصة ...
لتختم القصه بــ دمعات.. و الحديقة الخلفية يكسوها المطر
---------
حورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق